كيف تتعاملين مع الطفل العنيد - موسوعة العلوم و التكنولوجيا

Latest

موسوعة علمية تهتم بكل من التكنولوجيا - الاكتشافات العلمية - اسرار الطبيعة - علماء الحضارة الاسلامية و الحضارة الغربية

BANNER 728X90

الأحد، 24 فبراير 2013

كيف تتعاملين مع الطفل العنيد


الكثير منا يشكو من مشكلة العناد فى الأطفال حيث يتذمر الطفل ولا ينصاع لتوجيهات الوالدين ويصبح من الصعب السيطرة على الوضع مع بعض الأطفال. فى هذه الحالة يلجأ الوالدين لتعنيف الطفل والعقاب البدنى والنفسى فى بعض الأحيان مما ينتج عنه تأثيرات نفسية سيئة لدى الطفل قد يصعب علاجها مع التقدم فى العمر.
والحقيقة أن مشكلة العناد ليست فى الاطفال دون غيرهم من البالغين حيث أن طبيعة النفس البشرية قد تؤدى للعناد عندما يشعر الطفل أو البالغ بأنه مسيطر على الموقف أو أنه أقوى من الطرف الآخر. بجانب تلك الأسباب يغفل الكثير منا أن الاطفال هم مرآة تعكس البيئة التى نشأوا فيها أو نسيج اسفنجى يمتص من تلك البيئة المزايا والعيوب، ولذلك قد ينتج العناد والمشكلات السلوكية عن معتقدات خاصة فى ذهن الطفل منها الشعور بانعدام الأمان والتهديد من قبل الوالدين وانعدام الثقة وضعف الروابط بينه وبين الوالدين.

إن الأطفال لديهم نفس القدرات العقلية التى يملكها البالغين والتى تمكنهم من الاستيعاب والتفكير، ولكن يفتقد الأطفال عنصر الخبرة والتى لابد منها لبناء سلوكيات الأطفال وقدرتهم على التصرف الصحيح مع الآخرين. ومن هنا يمكننا القول بأن تعنيف الأطفال أو استخدام العقاب البدنى يعد من أكبر الأخطاء التى يرتكبها الوالدان فى حق أبنائهم، و بدلا من ذلك لابد من بناء علاقة صحيحة تقوم على الحب والصداقة ومنها يتم توجيه الطفل نحو الأسلوب الصحيح للتعامل.






ومن الأساليب الناجحة فى التعامل مع الطفل العنيد :

1- توفير الوقت الكافى للاستماع إلى الطفل والحديث لمعرفة المشكلات والعقبات التى يمر بها ولبناء الثقة الكافية ، كذلك يجب مراقبة العادات والافكار المكتسبة من المحيط الدراسى ومحيط الأصدقاء لأن انشغال الأب والأم بالعمل لساعات طويلة ينتج عنه اكتساب صفات وعادات غير مرغوبة تجعل من الصعب التعامل مع الطفل فيما بعد عند محاولة تغييرها.

2- تعليم الطفل المسؤلية وبناء قاعدة سلوكية تقوم على الاحترم منذ الصغر عن طريق إشراك الطفل فى الأنشطة المتعلقة بالأسرة منذ الصغر وتعليمه الأسلوب الصحيح للتعامل مع الوالدين داخل وخارج المنزل وذلك لمنع صدور أى تصرفات محرجه من الطفل تتعلق بسلوك العناد فينتج عنها غضب الوالدين واستخدام الضرب أو العقاب فى الاماكن العامة.

3- لابد من التحلى بالصبر والهدوء فى تربية الأطفال بصفة عامة وذلك يساعد على فهم أسباب العناد عند الأطفال وعدم خلق مشكلات نفسية لدى الطفل قد تؤثر على حياته مستقبلا.

4- سلوك المشاركة وعلاقة الأخذ والعطاء يعتبر من اهم أساليب تقويم الشخصية عند الأطفال والكبار أيضا، فهو يعتبر حلا جيدا للطفل الذى يعانى من الانانية حيثم يتعلم الطفل ان له حقوق وعليه واجبات تجاه الآخرين.


5- الكثير من الآباء يغفل أهمية الحنان والمودة فى التعامل مع اطفالهم اعتقادا منهم بان ذلك يساعد على افساد الطفل وتدليله، وأن استخدام أسلوب الشدة والحزم مع الطفل ينشأ طفلا ذو شخصية قوية قادر على تحمل المسئولية. بالطبع يعتبر هذا الاعتقاد من أبشع الأساليب المستخدمة من قبل بعض الجهلاء فى تربية أطفالهم ، حيث يثمر هذا الأسلوب عادة عن طفل معقد ذو تركيبة نفسية مشوهه، وتبعا لمدى القسوة التى تعرض لها الطفل فى الصغر يعتاد الطفل فى المراحل العمرية المتقدمة على التعامل بنفس الطريقة وقد يؤدى لخلق مشكلات سلوكية عند البلوغ.


6- القدوة الصالحة من أساسيات بناء طفل سليم نفسيا وسلوكيا، ولذلك ينصح بعدم الصراخ فى وجه الطفل أو تعنيفه عند القيام بسلوك معين هو نفسه متبع من قبل الأبوين لأن ذلك من أولى أسباب فقدان الثقة بالآباء. كذلك ينصح بمعاملة الطفل معاملة لطيفة عن طريق الاحترام والثناء عليه عندما يقوم بواجباته او يتبع السلوك الصحيح، وبذلك سيعتاد الطفل على الاستجابة للتوجيهات لمعرفتة المسبقة بالنتيجة المحمودة.



7- نبذ العنف فى التعامل مع الاطفال : الكثير من الآباء يشعرون ان الطريقة الأسهل والأسرع فى تقويم سلوك الطفل وجعلة يستمع للتوجيهات والاوامر هى استخدام العنف والكثير يقوم بضرب الطفل للحصول على تلك النتيجة السريعة. والحقيقة ان هذه الأساليب ماهى إلا بداية لسلسلة من المشكلات السلوكية مثل الخوف والتردد وضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس وبالآخرين، وهى ليست الأساليب المثلى لتربية اجيال قادرةعلى التفكير والحب والعطاء، وإنما هى أساليب لصناعة العبيد.


ومن أساليب العقاب الصحيحة التى لا تؤذى نفسية الطفل وتساهم مساهمة إيجابية فى تطوير السلوك:

1- عند القيام بشئ غير مستحب وعدم الانصياع للتعليمات يمكنك مقاطعة الطفل لفترة بالقصيرة ولا الطويلة. من هنا سيتعلم الطفل مراعاة مشاعر الأبوين وأيضا المناقشة البناءة.

2- يمكنك إلغاء موعد النزهة الأسبوعية كنوع من العقاب للطفل. وبذلك سيتعلم الطفل أن السلوك الجيد ينتج عنه حب الأبوين والمكافئة بدلا من القطيعة والحرمان من النزهات.

3- عند امتناع الطفل عند تناول الطعام لابد من تقديم الطعام بشكل محبب للطفل وربط أشكال الخضراوات أو الفواكة بالشخصيات الكرتونية او الألوان بدلا من الصراخ فى وجه الطفل ومحاولة اجباره على الأكل.
تتبع نفس الطريقة عند تناول الدواء، فيمكن تقديمة مع الحلوى أو بطريقة بسيطة الإيحاء للطفل بأن ذلك التصرف سيحزن والديه ولن يشعرهما بالسعادة.

وفى النهاية لابد من أن نتذكر أن الأسلوب الصحيح فى تنشئة الأطفال هو الحب والاحترام وبناء صداقة قوية بين الطفل والأهل، فكلما اعتنيت بالنبات ستجنى ثمارا يانعة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق