بعد
مرورى بإحدى التجارب الشخصية التى أوشكت على أن تنهى حياتى وتتسبب فى دمارى، قررت
أن أكتب ما تعلمته على هيئة نقاط تساعد الأفراد على التعامل بشكل سليم وتجنبهم
الوقوع فى أخطاء جسمية قد لا يمكن إصلاحها فى بعض الأحيان.
إن
نجاح العلاقات بين الأفراد قد يتطلب قدرا كبيرا من التفاهم والدراية بشخصية الآخر
بما تحوى من عيوب ومميزات. ويهمل البعض
تلك الأسس فيلجأ إلى النفاق أوإظهار الإبتسامات الخادعة حتى ينال ما يريد من الطرف
الأخر واهما إياه بأنه يتعامل بقدر من السماحة والمودة. ويقع الكثير من الناس فى
هذا الخطأ، حيث يصدق الكثيرون بأن ذلك السلوك ليس متعمد بدافع المصلحة، ولكن الزمن
وحده هو ما يصفعهم بالصدمات عندما تظهر الحقائق على السطح.
1- الصراحة.
1- الصراحة.
إن
القانون الناجح للتعامل بين الأفراد هو نظرية الخط المستقيم. أقصر الطرق بين
نقطتين، وأسهلها أيضا، هو الخط المستقيم. فيعد بناء علاقات قائمة على الصراحة هو
المفتاح السحرى لأسس قوية، حيث يسهل ذلك على كل فرد إخبار الطرف الأخر بما يفكر
فيه ويشعر به بدون تملق أو أنانية. و ينتج عن ذلك وعى أكبر بشخصية الفرد وثقة
كبيرة يوطدان العلاقة.
2-
الإحترام المتبادل.
إن
النفس تتغذى بالاحترام والحب والتضحيات، وقد تعلمت مما عانيت منه بشكل شخصى وأيضا
من الفنان الكبير محمد صبحى أن غياب الإحترام من أخطر الأشياء التى تهدد العلاقات
وأن الإهانة تؤدى إلى طريق مسدود. وكنصيحة عامة لمن غاب عنهم ذلك المعنى وتسبب فى
إفساد علاقتهم بالآخرين....
-
ضرورة الوعى بعاقبة رد الفعل ومحاولة تأخيره قدر الإمكان لحين زوال الغضب.
-
إدراك الإختلاف بين الشخصيات وتركيباتهم النفسية وإختلاف البيئة التى نشأ منها كل
فرد. فتلك العوامل قد تهب شخصا قدرا كبيرا من التسامح والمودة يمكنه من معالجة كل
الامور وتقبلها عندما يتعرض للإهانه، فى حين أن نفس العوامل قد تولد شخصية بدرجة
عالية من الصلابة والإعتزاز بالنفس بشكل قد يدمر كل شئ عند تعرضها للإهانة.
- الوعى
بأن الإهانة لن تفيد بحل الأمور وأنها مجرد سلوك غير سوي فى شخصية الفرد تم التعود
على ظهوره مع الوقت بدافع الغضب، ويجب العمل على تغييره.
3-
الحوار وعدم الكتمان.
يعد
الكتمان من أخطر الأشياء التى يغفلها الأفراد، حيث يعمل على خلق شعور بالتهديد
وعدم الامان فى العلاقة. و ينتج عن ذلك شعور بالدونية وعدم الأهمية وهدم الثقة
بالتدريج. ومما يزيد الأمر سوءا فى العلاقة هو تعمد الكتمان عندما يحاول الطرف
الآخر الشعور بالإطمئنان فى البحث عن إجابات أو محاولة فهم شئ ما. تختلف أيضا نقطه
الكتمان باختلاف شخصيات الأفراد، وكذلك البحث عن الامان فى محاولة إيجاد أجوبة
يختلف من شخص لآخر، ولكن الآثار السلبية لهذا السلوك فى كل الأحوال هى شعور طرف من
الطرفين بأنه فى نظر الطرف الأخر لا يستحق أن يعرف وليس من حقه أن يسأل، وذلك هو
أولى أسباب كسر المودة والتفاهم.
الحوار
الجيد يكسر حواجز الكتمان ويوطد أسس الثقة، كما يساعد على إشعار الفرد بقيمته
وأهميته فى العلاقة كشخص جدير بالثقة والحوار. ويمكن القول بأن التقليل من الكتمان
فى العلاقات يخلق أجمل الأجواء لأطول وأنجح العلاقات لما يحتويه من تعبير عن الحب
والتقدير وأهمية الطرف الآخر فى حياة الفرد بحيث لا يمكن إخفاء شئ عنه، وهى أعلى
درجات التقدير والمحبة.
4- تعلم
كيفية تقبل الآخر أو خلق وسيلة للتفاهم.
تعتبر
هذه النقطة من أصعب ما يمكن أن يتعلمه المرء فى العلاقات الإجتماعية أو الشخصية
بالأخص. ونتيجة لسوء التكيف أو عدم القدرة على التكيف مع عيوب الأفراد تفشل
العلاقة.
أستطيع
أن أقول من واقع تجربتى الشخصية ومما جمعت من معلومات وخبرات عن التعامل مع النفس
البشرية ، لابد من خلق وسيلة للتفاهم فى كل علاقة. وأقول فى كل علاقة لأن كل وسيلة ستختلف عن
الأخرى بإختلاف نوع العلاقة وبإختلاف طباع الأفراد.
وكتوضيح
أكثر ... من الأشخاص من تتشابه طباعهم أو تختلف، فيكون من السهل التعامل مع من
تفهمه أو من يشبهك وقطعا من الصعب العكس. فى هذه النقطة نقول أنه لا يوجد شخصان
متشابهان تماما أو مختلفان تماما وأكثر الأشخاص ذوى الصفات المتشابهة قد تنشب
بينهم الحروب. يكمن السر هنا فى كيفية التعامل مع الإختلاف، والذى يتم بطريقتين:
- الإتفاق على قبول الطرفين للإختلاف فيما بينهم، وذلك غير متاح عند
الكثيرين حيث يتطلب أعلى درجات المرونة، التضحية بدون انتظار مقابل، التحكم فى
النفس والتسامح أيضا.
- خلق وسيلة خاصة للتفاهم بين الطرفين داخل
العلاقة بناءا على الفهم والتوضيح.
لكل
شخصية مفاتيح أساسية فى التعامل معها مثلا عند الغضب أو الشعور بالحزن أو التعرض
للإساءة. ولمساعدة نفسك ومساعدة الطرف الأخر فى فهم ذلك، ينصح بتوضيح بعض النقاط
من وقت لآخر عن طريق الحوار وطرح الإستفسارات عن الأشياء المبهمة أو الغير مفهومة.
كذلك لابد من إخبار الطرف الآخر كل فترة عن الإحتياجات النفسية أو الرغبات التى قد
لا تظهر على السطح، لأن إنشغال المرء فى العمل أو إنشغال الزوجة مثلا مع الأبناء
ومما ينتج عنه من إجهاد وضغط على الطرفين يجعل كل منهما غير قادر فى مراحل ما على
فهم إحتياجات الآخر.
وإذا
لم يتم توضيح الإحتياج النفسى أو بعض ردود الأفعال و الصفات وكيفية التعامل معها
قد تفشل العلاقة بسبب سوء الفهم وما ينتج عنه من شعور بالإهمال والإهانة وعدم
التقدير، وتمسك كل طرف برأيه أوظهور العناد والرغبة فى الإنتقام.
5-
الصبر.
خلق
الله السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش. لا شئ فى الحياة يتم بدون
الصبر، كذلك على من يريد علاقة ناجحة أن يعرف ذلك ويتعلم أهمية الصبر فى الحفاظ
على العلاقات، وخصوصا العلاقة الزوجية.
يمر البشر عموما بالكثير من المحن، وتمر العلاقات
بفترات من الخمول والأزمات، ولابد علينا أن نتحلى بالصبر عند الغضب أو عند سوء
الفهم لأن إصدار الأحكام المبنى على التسرع والغضب يكون بمثابة الهجوم عند الطرف
الأخر ويتطلب لديه الثأر لكرامته أو البحث عن رد اعتبار، فيتحول الخلاف لحرب من
إلقاء الإتهامات ونسيان المواضع الجميلة والإيجابية فى العلاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق